yllix2

https://ylx-4.com/fullpage.php?section=General&pub=582161&ga=g

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

عبد القاهر الجرجاني إمام البلاغة




عبد القاهر الجرجاني إمام البلاغة

العلامة عبد القاهر معجزة عصره وفريد دهره، مؤسس علم البلاغة، نادرة عصره الذي أحدث نقلة نوعية في فهم إعجاز القرآن الكريم حين جاء بنظرية النظم، وأثبت من خلالها أن بلاغة القرآن في نظمه، وسنأتي للحديث عن ذلك، لكن ما يلفت نظرنا أن الإمام عبد القاهر الجرجاني، الذي سبق الأوائل من قبله بهذه النظرية التي برهن لها في كتابه دلائل الإعجاز، كان شاباً في ريعان شبابه حين أتى بما أتى به.
عن هذا العلامة الجليل يحدثنا د. محمد حسن قسام، واعظ أول بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي:
هو عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني أبو بكر النحوي، ولد بجرجان عام أربعمئة، وتوفي فيها عام واحد وسبعين وأربعمئة، وكان شافعي المذهب متكلماً على طريقة الأشعري، وفيه دين وتقوى، يحكى أنه دخل عليه لص وهو في الصلاة، فأخذ جميع ما وجد، والجرجاني ينظر إليه ولم يقطع صلاته، أخذ العلم عن أبي الحسين محمد الفارسي ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي، كما أخذ الأدب على يد القاضي الجرجاني وقرأ كتابه، وأخذ عنه العلم أحمد بن إبراهيم وغيره من العلماء، وله زهاء اثني عشر مؤلفاً في البلاغة والنحو واللغة.
البصمة
وقد كان لعبد القاهر أثر كبير، ومكانة عظيمة في تاريخ البلاغة العربية، فقد كانت البلاغة قبله عبارة عن أفكار مبعثرة ومتناثرة حتى جاء عبد القاهر، وألف كتابيه «أسرار البلاغة» و«دلائل الإعجاز» فاستطاع أن يؤسس لعلم البلاغة، وقد كانت الدراسات قبل عبد القاهر تذهب إلى أن إعجاز القرآن في الصرفة، لكن الإمام عبد القاهر ذهب إلى أن إعجاز القرآن في نظمه، وكان كتابه دلائل الإعجاز عبارة عن برهنة لما ذهب إليه، فقد كان يستشهد بالبليغ من القول شعراً أو نثراً، ويثبت أنه ما حاز البلاغة والحسن والجمال إلا لما كمل فيه من حسن النظم ورونقه وجماله؛ ليخلص من ذلك إلى أن القرآن الكريم إنما تكمن بلاغته في حسن نظمه، فلذلك اهتم عبد القاهر الجرجاني بنظرية النظم القائمة على حسن الصياغة وتوخي معاني النحو، وهي تنظر إلى العلاقة بين اللفظ والمعنى من وجهة لغوية دقيقة نتيجة التحامها وشدة اندماجها، فعرف قيمة اللفظ في النظم، وعرف طريقة تصوير المعاني على حقيقتها، فجمع بين اللفظ والمعنى، وسوى بين خصائصهما، ورأى اللفظ جسداً والمعنى روحاً يعتمد على حسن الصياغة ودقة التصوير التي نضجت في بحوثه، فاستطاع بذلك إبطال فكرة الفصل بين اللفظ والمعنى، وذهب إلى أن الفصاحة ليست صفة للفظ من حيث هو لفظ مجرد، إنما من خلال نظمه مع ما جاوره من خلال النظم، وأن قيمة المعاني تظهر من خلال التصوير وتوخي معاني النحو، وكذلك ربط بين علمي البيان والمعاني ربطاً وثيقاً، حين ذهب إلى أن جمال الاستعارة إنما يأتي بعد أن استكملت وجوه المعاني من تقديم وتأخير، وتعريف وتنكير، وإسناد.
ومن خلال ما أوجزنا ندرك فضل الإمام عبد القاهر، وندرك عظيم ما قدمه من خدمة للبلاغة والنقد، فهو يعتبر المؤسس الحقيقي لعلم البلاغة، وكذلك المبدع الأول لفكرة النظم التي كشفت عن الوجه الأعظم في إعجاز القرآن الكريم من خلال بلاغته وحسن نظمه، وقطع بذلك الجدل القائم بين العلماء، فمنهم من أرجع الحسن للفظ، ومنهم من أرجعه للمعنى؛ لأنه أشرف، حتى جاء عبد القاهر بنظرية النظم، فبين أن الحسن هو في النظم وتوخي معاني النحو، وأنه لا فضل للفظ، ولا فضل للمعنى، إنما حسن اللفظ نابع من تبعيته للنظم، فاللفظة الواحدة تكون حسنة في نظم، وهي ذاتها تكون قبيحة في نظم آخر، فدل ذلك على أن معيار الحسن والقبح، أو البلاغة وعدمها، إنما هو في نظم الكلام، ووقوع تلك اللفظة في ذلك النظم.
المصدر : http://cutt.us.com/ss90

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحميل كتاب الرياضيات نظرية حساب التفاضل و التكامل pdf

تحميل كتاب الرياضيات نظرية حساب التفاضل و التكامل pdf  من هنا :  https://bit.ly/2Zv2h9u